نص الاستشارة:
أعيش مع زوجتي الطيبة الطاهرة المحافظة على صلاتها وصيامها وتربية أبنائها... غير أنني كرهت معاشرتها- المعاشرة الزوجية- ولم تعد تثيرني، كلما دخلت بيتي شعرت بألم شديد، فهي تميل إلي وأنا أعافها بشكل لا يمكنني من المجاملة... فهل أطلقها أم أتزوج عليها؟ الوضع وصل درجة لا يمكن السكوت عليه.
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الرابطة الزوجية يجب أن تكون قائمة في الأصل على المحبة والمودة {وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون}... وقد يعرض لهذه المودة والرحمة ما يصرفها عن الحالة المعتادة، وهذه الحلة نعدها مرضية تحتاج إلى علاج، وقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها خلقا...». وليست المشكلة في كونك ترغب في زوجتك أم لا ترغب، وإنما القضية متعلقة بالاستعداد النفسي وتقبل الآخر بعد اطرح الحواجز النفسية وعدم التعامل معها بطريقة تسد الباب أمامك... عليك بالدعاء بأن يصلح الله زوجتك وأن يجعل بينكما مودة ورحمة، واعمل على مشاركتها في بعض الأمور المفيدة كالقراءة، والمناقشة حول القضايا التي تهمكما بدرجة كبيرة.
بعض النساء يهملن أنفسهن فلا تهتم الواحدة بمظهرها إلا عند إرادة زيارة أهلها، أو صديقاتها.. طالبها بأن تهتم بمظهرها وذكرها بأن التزين للزوج أمر مرغب فيه شرعا... ولا تهمل نفسك من تلك المعادلة بل اعمل على الاهتمام بمظهرك والعناية بنظافتك العامة فقد كان سلفنا يفعلون ذلك.
الروتين ورتابة الحياة تقتل فينا كل إحساس جميل، فيجب التغيير بالخروج للنزهة الأسرية بين الفينة والأخرى، ولا يجب السرف أو السفر للبلاد البعيدة، وزيارة الحرمين تجمع بين خري الدنيا والآخرة، وما ينفق فيها من مال تثاب عليه بإذن الله.
عليكما بالمحافظة على الأذكار وعوذا نفسيكما فربما كان الأمر بسبب عين أو شيء من ذلك... وتلاوة القرآن بشكل دائم مما يقوي القلب ويبعث على السرور وانشراح الصدر فلا تحرما نفسيكما من ذلك.
صدرت رسالتك بقولك: (أعيش مع زوجتي الطيبة الطاهرة المحافظة على صلاتها وصيامها وتربية أبنائها).. لقد أثنيت عليها بصفات حميدة قلما تجتمع في أحد من الناس في زمننا هذا... فعليك بالمحافظة على زوجك مع بذل الوسع في إصلاح الخلل الذي يجعلك تضيق ذرعا بحياتك الزوجية.
في بعض الأحيان يحسن اللجوء- بعد الله- إلى الطبيب النفسي فربما كان هناك خلل يرجع لأمر نفسي تمكن معالجته والتغلب عليه، فعليك بطرق الأبواب الممكنة، والتي يتصور أن يكون الحل من خلال واحد منها وكن مستعينا بالله في شأنك كله.
إشراك الزوجة في البحث عن الحل ربما كان له الأثر الإيجابي بل ربما ساعد في الحصول عليه بشكل أسرع.
بعد البحث عن الحلول الممكنة دون شعور بأي تغير إيجابي، عليك أن تفكر في الزواج من أخرى بعد التشاور مع زوجتك الحالية، وهنا لن يكون الرفض شديدا، بل ربما كان القبول السريع هو المرشح.
لا تسمع زوجتك غير الألفاظ الإيجابية فما تعاني أنت منه لا دخل لها فيه وليس بيدها تغيير الأحوال من حال إلى حال وإنما تبذل المستطاع من الأسباب.
والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.
المصدر: موقع رسالة المرأة.